قساوة الكون ورفات الانبياء والصالحين


قساوة الكون ورفات الانبياء والصالحين 

د.فواز الفواز
يبدو كلامي في نوع من الغرابة التي سوف لا تعجب أتباع العقل الإرثي، كلامي سيكون قاسياً عليهم، الكلام بصورة عامة فيه أربعة انواع: الأول هو الكلام العام ما بين البشر بصورة عامة، النوع الثاني هو الكلام ما بين الشخص والمقربين له، الثالث هو الكلام مابين الشخص وذاته ونقصد ( إسرار خاصة جداً )، أما الرابع فهو كلام لا يوافق الإنسان حتى المرور منه وعليه، كنوع من حديث الذات مع الأم حين تسمع هناك طفل بعمر أبنها وبنفس مكان تواجد طفلها قد تعرض لحادث مؤسف ،فهي لا تريد تصديق الحادث خوفا أن يكون ولدها والذهول سيد الموقف .
كلامي عن رفات الأنبياء والصالحين والأئمة فيه الكثير من النوع الرابع أعلاه، الكون يتغير دون أن نشعر، فعندما تم دفن نبي في مكان ما فسوف تتحرك الرفات بتأثير حركة الأرض بعد مئات السنين لمكان يكون بعيد عن الضريح وربما بعيد لمئات الأمتار، هذا يعني أن احفادنا واحفادهم سيقدسون مكان لا يمت لرفات الأنبياء والصالحين والأئمة ، وربما تكون الرفات قد تبعثرت في الحركة فقسم منها ذهب شرقا والباقي غربا وشمالا .
المستفيدون من مكان الأنبياء والصالحين هم البيوتات ( الدينية ) التي سيطرت منذ البداية على هذا المكان واصبح مصدر رزق كبير بلا تعب ترجم لنا نعومة أيادي الرجل قبل نساءهم، فالمكان أصبح بعد مئات السنوات بعيد عن ما موجود أسفل هذا المكان، ورفات المطلوب بعيدة حتى عن صحن هذا النبي أو الإمام والناس تتواجد في هذا المكان طلبا للمغفرة وقسم كبير ينحر الذبائح دون أن يعلم أن رفاتهم بعيدة جدا .
الفكرة هي أن الرفات ابتعدت وشملتها قساوة الكون، لكن لم يستطيع هذا الكون الجبار والقاهر من توزيع ظلمه بالتساوي على رجال الدين وبيوتاتهم والمسؤولين عن هذه الأماكن ( المقدسة سابقا) وفقا بفكرة حركة الأرض من تحتنا، بل استطاع رجل الدين من قهر وظلم الكون بابقاء بناء لا يمت للرفات إلا بالأسم ويحصد منه ملايين الدولارات بعد انتصار هذا الرجل على عقول الناس انتصارا عظيما .
تذكروا اخواني من هذه السطور أننا وعلى الأغلب نذهب لزيارة مكان خالي من الرفات، وربما تكون الرفات بعيدة بمسافة بعيدة جدا عن المكان المنظور، وبهذا الحالة ضحك علينا طرفان، الطرف الأول رجال الدين والثاني الكون بقساوته .
الطريف والمؤلم بالذكر ربما تراق دماء ملايين البشر إن تعرض هذا المكان المقدس ( ظاهريا ) لأعتداء من مجموعة معارضة آخرى، كما حصل في تفجيرات المرقدين الشريفين في سامراء بعام 2006 ، وربما تقاتل العراقيون على مكان لا وجود لرفات به وفقا بنظريات الكون الجيولوجية ، ونفس الحالة هذا الكلام يشمل ماتحت أرض معبد القدس أو هيكل سليمان وحائط المبكى وغيره من الأماكن المقدسة عند كل الأديان بكل المعمورة .
فالعالم مستعد لذبح الآخر دفاعا عن مقدسات لا وجود لرفات تحت بناءها، وهذا ما يتم التداول به في دوائر الآثار مع تكتم إعلامي من قبل الإعلام التابع لدوائر المخابرات التي تحقق الكثير من غاياتها السياسية من خلال هذه الاماكن المقدسة دون وعي من قبل الناس بمكان الرفات أو القبول بفكرة الحركة الجيولوجية الكونية .
فعلا نحن لا نفهم، ولا نريد أن نفهم ، ولا نقبل أن نفهم، فاهلا وسهلا بالتخلف الإرثي القابع على عقولنا ونخشى أن نغادر هذا التخلف لئلا نخسر الراحة النفسية الوعومة .
ـــــــــــــــــــــــــــ
خارج النص : حمدا لله انني عندما ذهبت لاداء فريضة الحج والعمرة ذهبت بقلب صاف وبنية لا تشمل الرفات بل اتعامل مع الروح لاضمن عدم دخولي في خانة السذج (العابدون) للرفات والرفات بعيدة عني مئات الكيلومترات إن لم تتحل وتصبح برميل نفط يباع بالدولار .


شكراً على التعلق