صناعة العميل




فصول صناعة العميل !!
د.فواز الفواز
صناعة العميل ليس بالأمر السهل ، صناعة العميل يحتاج لمفكرين يبحثوا في مجموعة شخوص ومنها يتم الاستقرار على احدهم، صناعة العميل يحتاج لعمل دؤوب لسنوات وسنوات قبل أن يُقدم هذا العميل ما يخدم الصانعين من فائدة مرجوة ، دائما يتم صنع هذا العميل بتوجه عكس ما هو مطلوب منه، فالعمل مثلا لإيران يتطلب أن يكون هذا العميل صنع وسيصنع حالة من الممانعة لإيران ظاهريا وهو يعمل سرا لهم ينفذ مايريدون، العمل في صناعة العميل يجب أن يكسب الطرف المعادي لصناعي العميل، فمثلا نريد أن نصنع عميلا لإيران علينا أن نبحث عن اعداء إيران ونزرع بينهم من يتبنى موقفا (معاديا) لإيران، نعم هناك سذج تهرول خلف العميل الذي يتم صناعته ربما لـ (عقدين) قبل أن يباشر عمله وفق خطط مدروسة لمئات المرات، ويتم اخراج سيناريو يضع حتى اصحاب العقول الشكاكة في حيرة من امرهم، وبالتالي يتم تصديق هذه المسرحية بعد أن يقدمها الممثل (المصنوع) والمخرج (اجهزة المخابرات) باتقان ويتم الضحك بها على الجمهور كما حصلت في لبنان وتحصل الآن في العراق في شخوص الممانعة.
تحاول دولة مثل ايران امتازت بنوع من الدهاء كما يتوقع (البعض) بأن تزرع في كل دولة عميل وصنم يخدم توجهاتها، ليس بالضرورة يكون ضدها علنا ، بل ربما يكون ضد العدو الوحيد للمسلمين كإسرائيل حتى تضمن إيران قبولا (عربيا مسلما عابرا للطائفة) له يجعله بمصاف الأبطال كالقائد صلاح الدين الأيوبي ( رحمه الله ) وهذا ما ظهر لنا في عام 2006 بعد مسرحية خطف جنود يهود من الحدود الفاصلة بين لبنان واسرائيل ، ثم بدأت معركة كسرت ظهر لبنان صعد من خلالها نجمه ثم مابرح بعد (5) سنوات أن يكون قاتلا بشعا للمسلمين الأطفال والنساء في سوريا والقتل مستمر، والذبح بحق المسلمين يتمدد من قبل صلاح الدين (المستعار) تحت شعار محاربة الإرهاب .
لا ضير في إخراج مسرحية مشابهة لمسرحية لبنان في عام 2006 في العراق بعد أن اوعزت إيران لأتباعها من المسؤولين المتنفذين بصنع معركة وسيناريو ودم يؤهل لصناعة (عدو وهمي) لإيران .
فالمصنوع يعود لها والمسؤولين الكبار يعملون لأمرها، والمسرحية لا تحتاج سوى هجوم مع كم مسكين يسقط صريعا في لحظة دفاع ساذج عن المصنوع وإعلام مطبل للمصنوع وآخر ضد الحكومة ليتم خداع شريحة كبيرة من الشعب ومن المذهبين وهذا هو الفصل الأول.
الفصل الثاني هو مطاردة أتباع هذا المصنوع واعتقال القسم الكبير وطردهم من الجوامع والحسينيات لتأسيس (تعاطف جمعي) مع المصنوع لضمان دغدغة المشاعر وزرع الفكرة في عقول الناس .
الفصل الثالث هو توجيه إعلامي مؤثر يستقطب العراقيين ومن كل المذاهب لضمان تهيئة عقول على فكرة الممانعة لإيران حتى لو أستمر هذا العمل عقد كامل .
تحتاج إيران إلى صناعة تمثال (وطني) في كل بلد عربي، هذا التمثال ظاهره كما اسلفت ضد توجهات إيران باطنه جندي عند إيران ينفذ مايريدون بحذافير الطلب دون أن يكتشف الناس لمن يعمل، ومن هم القائمون على توجيهه، أغلب التابعين لا يعرفون السيناريو بل هناك (كذا) قائد ضمن مجموعته يعرف بالسيناريو وربما وهذا (الأنسب) لا أحد يعلم بالسيناريو لضمان عدم التسريب .
نفس الفكرة مارستها بالسابق اميركا فهي من صنعت بن لأدن بحجة محاربة الطاغوت والعدو الأوحد للمسلمين (اميركا واليهود) في حين أن ما قدمه بن لأدن لاميركا واليهود يستحق تمثال في وسط اميركا،وذات الحال لداعش فهم من يصرح تاره بانهم اعداء الشيعة وهم يقتلون السنة ويخدمون توجهات الشيعة، ويقتلون البسطاء من المسليمن ويثبتون اقدام اميركا في العراق وسوريا وليبيا .
هكذا هي فكرة بناء وصناعة العميل والملاحظ أن أكثر قبولية هو أن يكون متدينا (معمما إن كان شيعيا ) و(شيخا إن كان سنيا) لأن أجهزة المخابرات تتعامل قبل كل حيثية بحسابات سايكولوجية والأقرب للتصديق هو من يعرف يدغدغ العواطف .
الفصل الرابع وهو الأهم وهذا الفصل يبدأ العميل بتنفيذ مايريدون بعد أن يضمن ولاءً كبيراً من الأتباع يصل ربما إلى حد (التقديس) وهنا فعلا يبدأ فصل إهانة العقل الإسلامي حين يعتقد السذج من الناس بأن هذا (الصنم) مقدس، فمن يتساءل عنه بتقصي الباحث يجد شتائم ، ومن يبحث في تاريخه يجد أعداء جاهزون، ومن يقول أن الرجل مخطىء بحالة يجد سهام الشاتمين تصل عنان السماء، ومن يخالفهم الرأي يصبح عميلا ومجرما وحتى يستحق أن يكون خارج الملة والسبب باعتقادهم أنه خرج عن المألوف، فلا مجال إلا لمدحه حينها ستجد من يصفك بالوطني والرجل اللامع والعربي الأصيل.
دولة مثل إيران تبحث عن منافع لا عن دفاع مذهبي عن شريحة من الناس، حالها كحال تركيا حين احتلت جزء من الوطن العربي بأسم مذهب أهل السنة، فلا قيمة للمذهبين عند إيران وتركيا بقدر ماهناك منافع سياسية توسعية اقتصادية لهم، لكن الطريف والمؤلم أن الكثير من العرب هم عبيد الأصنام، فلا يعتقدون بأن العلاقة مابين الله والبشر هي علاقة روحية لا تحتاج لوسيط مادم هناك نية صادقة.
حاليا في العراق تحاول إيران صناعة (تمثال ناطق) وجهه ومنطقه وكلامه عدو إيران لكن ( اللكنة ) فارسية عميقة، إعلامه متخصص في صفحات التواصل لدرجة يطلق البعض عليه وعلى اتباعه صفة الظواهر الصوتية والفيسبوكية، لكن أغلب الناس لا تعلم كم هو عمق المخطط الذي يسير وفق اجندات خبيثة جاءت من الشرق ، فإيران تحتاج في العراق حاليا وعلى المستقبل القريب لرجل يكون ظاهره عدو شرس ضد كل حرف ينطقه مسؤول إيراني، وهم بنفس الوقت يشرحون خطر هذا الرجل في الكثير من تصريحاتهم لتذكير الشعب ( به ) بطريقة الضحك على الشعب ولسان حالهم ( لا قلبهم ) يقول لنا في العراق عدو مبين يحاول إثارة الشغب ضدنا كما صرح قبل فترة السيد خامنئي حول من يؤجج التظاهرات في ساحة التحرير في حين الكل يعلم أن تظاهرات ساحة التحرير هي تظاهرات مدنية سرقها المعممون، ومنذ متى كان الإسلاميون يتظاهرون ويتعاملون مع الحدث السياسي بديمقراطية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خارج النص: وصلت رسالتي وكشفت ما سمعت وماتوصلت له وما وصلني عن أخر صيحة مخابراتية في صنع العملاء وأهلا وسهلا بشتائم السذج ومبروك عليكم صفحات التزوير والنصب .



شكراً على التعلق