هل حققت إيران ما تريد بعد التوقيع على النووي ؟
د.فواز الفواز
للوهلة الأولى بعد توقيع الأتفاق النووي ما بين إيران والدول (5+1) وجدنا ترحيب وتهليل وتصفيق شيعي (فحسب) من قبل كل شيعة العالم، وصراخ مصحوب باحمرار الوجه فرحا ونفشا ونفخا، والكل يصرخ (انتصرنا على الطاغوت) وساسة إيران وساسة الشيعة في كل مكان يتبادلون التهاني وكأنهم جاؤوا بالقدس وكسروا أنف اليهود، وكما قالها نجادي سوف نمحو إسرائيل من الخارطة في حين وجدنا أن نجادي اضمحل رويدا رويدا ودخل في (قاصر) وأصبح لا يرى بالعين المجردة في خارطة إيران السياسية والاجتماعية والأكاديمية وحتى العائلية واليهود باقون .
حينا قلت للكل بأن هذا التوقيع ماهو إلا توريط إيران وإلزامها قانونا بالكثير مما تريده أميركا دون ربح ملموس لإيران عدا ربح معنوي سرعان ما تبخر وكأنه دخان عادم لعجلة مهترئة عادت للعمل بعد سنوات.
اليوم نجد الفشل والخسارة ظاهرة بتصريحات كبار ساسة إيران واولهم المرشد الذي ربما توقع بأن الحصار سيتغير إلى نعيم وحياة سعيدة بعد أن انتهت القنبلة الإيرانية لأبد الأبدين وباع الإيرانيون ماءهم الثقيل وتم اغلاق مفاعلهم ( نوويا ) وضاع حلم الإمبراطورية للأبد .
التفاف أميركا عليهم من الجهة الأخرى وتكليف محاكم أميركية بابتزاز وتسليب إيران جارٍ على قدم وساق، فما من مشكلة فيها إيران حتى لو ( بالأسم ) إلا وسوف تدفع إيران خسائر بمليارات الدولارات ، فالمحاكم سائرة على قدم وساق في تضمين إيران خسائر مع (الأرباح) بسبب افعال ربما ليست إيران وراء اغلبها، لكن المخطط الأميركي يريدها هكذا وهذا ما سيحصل للعراق قريبا بعد أن تخرج لنا المحاكم الأميركية بتضمين إيران خسائر يدفعها للجانب العراق كما دفعنا الخسائر للكويت .
المشكل أن إيران بدأت مباشرة مع الشركات العالمية بعقد الصفقات وهم على أمل تطلق لهم الأموال وقد بدأ العد الرسمي لهذه الاتفاقات يسير وفق مدة حددها الطرفان وماعلى إيران إلا دفع خسائر تاخير تسليم الأموال للشركات الكبيرة مع الفوائد .
كتبنا كثيراً عن سياسية أميركا والمتضمنة حسب (قناعتي) التوريط ، نعم سياسة اميركا امتازت بخاصية التوريط، فهي عندما تريد شيء معين تذهب لتوريط الطرف الآخر ثم تبدأ بهدوء في جني ثمار هذا التوريط، وهذا ماحصل مع كل الدول التي تعاملت مع أميركا بعد ( الحرب العالمية الثانية) .
إيران خسرت خاصية التخويف ومنظر ولقطة ( البعبع ) وبالذات تخويف الدول الاقليمية بعد توقيع هذه الاتفاقية، ثم إيران اصبحت كالمرأة العارية التي لا تثير الرجال لأن مفاتنها وقوتها اصبحت معلومة للناظر، ولا يحق لها أن تناور كما قبل سنوات، فها هي في سوريا اصبحت رقم 2 بالمعادلة بعد روسيا، وهاهي في اليمن اصبحت تناور ( لغويا وكلاميا ) للخروج من أزمة مباحثات الكويت مع الوفد المليشياوي الحوثي، وهاهي في لبنان قوة بلا قوة ، فحزب الله ليس هو حزب الله أيام زمان في لبنان والمصارف اللبنانية كلها تنتظر تطبيق قرار أميركا بشأن تجميد أموال حزب الله وعدم التعامل مصرفيا مع بعض الاسماء لقادة الحزب وضاعت عليهم هبات السعودية المليارية، وهاهي في اليمن صورة بلا صوت، واخيراً في العراق اصبحت تظهر للملأ وقوفها مع أميركا في الأزمة البرلمانية خوفا من غضب الراعي بعد أن نجحت أميركا ( سراً وعلنا ) بشراء بعض القادة الشيعة ( ساسة ورجال دين ) والأزمة تتمدد في كل مكان فيه سطوة إيرانية، والآن مطلوب منها دعم أزلي لمليشياتها في الدول العربية، والدعم كما تعلمون يريد المال وهي لا تستطيع اشباع شعبها فكيف ستشبع مليشيات العرب والباكستانيين والأفغان .
أخيرا الآن إيران تعول على فكرة تغيير المرجع الكبير في العراق لمرجع أكثر ولاءً لها حتى لو كان يشتمها ليل نهار، لكن هذه الخطط ( الصبيانية ) لا ينطلي على دوائر المخابرات والقرار والمحللين، وهناك الكثير من هم أكثر ذكاءاً من إيران ويعرفون ماذا تفكر وقبل أن تفكر وتنفذ .
ـــــــــــــــــ
خارج النص: خوفنا لا يتم سرقة المضمون ليخرج لنا أحدهم بعد كذا يوم ويقول هذا هو مشروع إيران في المنطقة وتبدأ ماكنته الإعلامية بالترويج له وكأنه اكتشف الذرة في وسط حبة الماش .
د.فواز الفواز
للوهلة الأولى بعد توقيع الأتفاق النووي ما بين إيران والدول (5+1) وجدنا ترحيب وتهليل وتصفيق شيعي (فحسب) من قبل كل شيعة العالم، وصراخ مصحوب باحمرار الوجه فرحا ونفشا ونفخا، والكل يصرخ (انتصرنا على الطاغوت) وساسة إيران وساسة الشيعة في كل مكان يتبادلون التهاني وكأنهم جاؤوا بالقدس وكسروا أنف اليهود، وكما قالها نجادي سوف نمحو إسرائيل من الخارطة في حين وجدنا أن نجادي اضمحل رويدا رويدا ودخل في (قاصر) وأصبح لا يرى بالعين المجردة في خارطة إيران السياسية والاجتماعية والأكاديمية وحتى العائلية واليهود باقون .
حينا قلت للكل بأن هذا التوقيع ماهو إلا توريط إيران وإلزامها قانونا بالكثير مما تريده أميركا دون ربح ملموس لإيران عدا ربح معنوي سرعان ما تبخر وكأنه دخان عادم لعجلة مهترئة عادت للعمل بعد سنوات.
اليوم نجد الفشل والخسارة ظاهرة بتصريحات كبار ساسة إيران واولهم المرشد الذي ربما توقع بأن الحصار سيتغير إلى نعيم وحياة سعيدة بعد أن انتهت القنبلة الإيرانية لأبد الأبدين وباع الإيرانيون ماءهم الثقيل وتم اغلاق مفاعلهم ( نوويا ) وضاع حلم الإمبراطورية للأبد .
التفاف أميركا عليهم من الجهة الأخرى وتكليف محاكم أميركية بابتزاز وتسليب إيران جارٍ على قدم وساق، فما من مشكلة فيها إيران حتى لو ( بالأسم ) إلا وسوف تدفع إيران خسائر بمليارات الدولارات ، فالمحاكم سائرة على قدم وساق في تضمين إيران خسائر مع (الأرباح) بسبب افعال ربما ليست إيران وراء اغلبها، لكن المخطط الأميركي يريدها هكذا وهذا ما سيحصل للعراق قريبا بعد أن تخرج لنا المحاكم الأميركية بتضمين إيران خسائر يدفعها للجانب العراق كما دفعنا الخسائر للكويت .
المشكل أن إيران بدأت مباشرة مع الشركات العالمية بعقد الصفقات وهم على أمل تطلق لهم الأموال وقد بدأ العد الرسمي لهذه الاتفاقات يسير وفق مدة حددها الطرفان وماعلى إيران إلا دفع خسائر تاخير تسليم الأموال للشركات الكبيرة مع الفوائد .
كتبنا كثيراً عن سياسية أميركا والمتضمنة حسب (قناعتي) التوريط ، نعم سياسة اميركا امتازت بخاصية التوريط، فهي عندما تريد شيء معين تذهب لتوريط الطرف الآخر ثم تبدأ بهدوء في جني ثمار هذا التوريط، وهذا ماحصل مع كل الدول التي تعاملت مع أميركا بعد ( الحرب العالمية الثانية) .
إيران خسرت خاصية التخويف ومنظر ولقطة ( البعبع ) وبالذات تخويف الدول الاقليمية بعد توقيع هذه الاتفاقية، ثم إيران اصبحت كالمرأة العارية التي لا تثير الرجال لأن مفاتنها وقوتها اصبحت معلومة للناظر، ولا يحق لها أن تناور كما قبل سنوات، فها هي في سوريا اصبحت رقم 2 بالمعادلة بعد روسيا، وهاهي في اليمن اصبحت تناور ( لغويا وكلاميا ) للخروج من أزمة مباحثات الكويت مع الوفد المليشياوي الحوثي، وهاهي في لبنان قوة بلا قوة ، فحزب الله ليس هو حزب الله أيام زمان في لبنان والمصارف اللبنانية كلها تنتظر تطبيق قرار أميركا بشأن تجميد أموال حزب الله وعدم التعامل مصرفيا مع بعض الاسماء لقادة الحزب وضاعت عليهم هبات السعودية المليارية، وهاهي في اليمن صورة بلا صوت، واخيراً في العراق اصبحت تظهر للملأ وقوفها مع أميركا في الأزمة البرلمانية خوفا من غضب الراعي بعد أن نجحت أميركا ( سراً وعلنا ) بشراء بعض القادة الشيعة ( ساسة ورجال دين ) والأزمة تتمدد في كل مكان فيه سطوة إيرانية، والآن مطلوب منها دعم أزلي لمليشياتها في الدول العربية، والدعم كما تعلمون يريد المال وهي لا تستطيع اشباع شعبها فكيف ستشبع مليشيات العرب والباكستانيين والأفغان .
أخيرا الآن إيران تعول على فكرة تغيير المرجع الكبير في العراق لمرجع أكثر ولاءً لها حتى لو كان يشتمها ليل نهار، لكن هذه الخطط ( الصبيانية ) لا ينطلي على دوائر المخابرات والقرار والمحللين، وهناك الكثير من هم أكثر ذكاءاً من إيران ويعرفون ماذا تفكر وقبل أن تفكر وتنفذ .
ـــــــــــــــــ
خارج النص: خوفنا لا يتم سرقة المضمون ليخرج لنا أحدهم بعد كذا يوم ويقول هذا هو مشروع إيران في المنطقة وتبدأ ماكنته الإعلامية بالترويج له وكأنه اكتشف الذرة في وسط حبة الماش .
شروط التعليق إظهار محول الاكواد إخفاء محول الاكواد إظهار التعبيرات إخفاء التعبيرات