موقف المعتصمون

ماهو موقف المعتصمون بعد الاعتصام ؟
د.فواز الفواز
بعيد عن تأييد الطرفين أو طرف على آخر، المعتصمون وغير المعتصمين، وبعيداً عن التدبير والتدابير والتوافقات الليلية في غرف المنطقة الخضراء، وبعيداً عن عراب الفكرة الذي يبدو أنه تخلى نوعاً ما عن دعم المتورطين (المعتصمون ) وبعيداً عن الضغوط الاقلمية التي أتفقت ولأول مرة إيران مع المجتمع السني الإقليمي ( السعودية وتركيا والخليج ) حتى لو ظاهريا، مع دعم أميركا للبرلمان القديم ( الشكلي والمحافظ ) فنحن أمام وضع صعب لكذا نائب ربما يمثلون ثلث أو أقل من ثلت نواب البرلمان العراقي .
المعتصمون (إن) لم يحققوا ما اتفقوا واعلنوا عنه سيكون احدهم أصغر من الصغير المتلاشي أمام جمهوره وأمام ماكنة الإعلام العراقي التي اصبحت كالقطة تتربص بحركة الفئران، فلا يمر أمامها فأر نشط ولا خامل إلا وتقبض عليه وتداعبه وتتركه صريعا خانسا خائبا ذليلا مكسورا متحملا أطنان النقد العراقي عبر شبكات التواصل التي لا ترحم حتى من يخطىء بحرف قولاً.

لو كنت أنا مع المعتصمين من النواب ولم نحقق مانريد فما على العاقل ( إلا ) أن يخرج من البرلمان بطريقة تقديم الاستقالة ورمي كرة ( الفساد والمحاصصة والتحزب والتكتل الفئوي ) في ملعب البرلمان الكلاسيكي ( برلمان الجبوري ) حتى احمي ماء وجهي من الاهانات والتساءلات الخبيثة والطيبة الساذجة، والكل يقول لي مادمت ناقما على البرلمان لماذا عدت لهم مكسوراً ؟
نعم لو كنت معهم لقدمت استقالتي من برلمان عندما وقفت ضده في لحظة وطنية حماسية ثورية ( كما صرحنا نحن المعتصمون ) ولأثبت لجمهوري ( 100 الف منتخب ) بأني عند كلمتي لا عند منفعتي وحزبي وتكتلي، فالمنطق يقول
" مادمت لم تحقق ماتربو إليه ( وطنياً ) فما عليك إلا الانسحاب من البرلمان"
وإلا ساكون بالمنطق وغير المنطق من صائدي الفرص ومن منافقي التظاهرات ومن راكبي صهوة الوطن والمواطنة دجلاً وشعارا براقا.
سننتظر من منهم يذهب إلى الاستقالة لنضمن ولو بـ ( الحد الأدنى ) من وطنية حتى لو تكون كاذبة لكن ستسجل له موقفا وطنيا ينتفع منه في الانتخابات القادمة التي ربما ستكون قبل الفترة المحددة دستوريا .
لكنني وأنتم موجودون سيتم البقاء بالبرلمان بحجة يخلقها العقل السفسطائي والذي لا يتعامل إلا بمبدأ ( التلاعب بمعان الالفاظ ) وحجتهم ستكون (نحن باقون في المعارضة البرلمانية) .
نعم هكذا ستكون حجتهم وردهم وجوابهم بعد أن يفشل سعيهم في ازاحة مايريدون .
ماعليكم إلا إخواني وأخواتي الضحك على مفردة ( نحن سنذهب للمعارضة البرلمانية ) وتذكروا الفواز حينها .
أما من كان ضمن المعتصمين من سنة المالكي وجبوره سيحاولون العودة للمذهب والقبيلة نادما بتوسط أبن العم وأبن الخال والتملق الإعلامي وغيره من جلسات الشرب الليلية وفقا بنظرية ( كنا نريد اختراق الشيعة ) .
ــــــــــــــــــــــ
خارج النص : المعتصمون وغيرهم لا يختلفون بالفشل عن اقرانهم، فالباقي من غير المعتصمين أكثر فشلاً من المعتصمين وأولهم سليم الجبوري وحزبه الإسلامي الماسوني.


شكراً على التعلق