هل سيلتزم العبادي بتعيين وزير أمني مستقل ؟




هل سيلتزم العبادي بتعيين وزير أمني مستقل ؟

د.فواز الفواز

سمعت يوم أمس لقاءاً صحفيا للسيد العبادي حول موضوع تعيين وزراء أمنيين، إذ قال السيد العبادي لجمع من الإعلاميين "سيكون الموضوع محسوم بعد العيد وسأختار وزراء أمنيين مستقلين ومهنيين"
 وهنا نود أن نتساءل هل فعلا مفردة (المستقلين والمهنيين) كما نفهمها ؟ أم كما يفهمها السيد العبادي وبقية الكتل الحزبية ؟
لنوضح معا كيف ( يجب أن يكون ) إختيار السيد العبادي الوزير الأمني كما هي فعلا وصف المفردة حتى نضمن قبولا جماهيرا لأختيار القائد العام لهذه المنصب الحساس بعيدا عن ضغوطات الكتل والأحزاب المهدمة للعراق وبالذات الإسلامية .
لنأخذ مثلاً وهو (وزير الدفاع) ونتكلم بمواصفات هذا الوزير بنوع من الأسهاب ليعرف الناس كيف يكون هذا المنصب الحساس فعلا منوط برجل يستحق هذا المكان .
أولا: على القائد العام أن يختار رجلا بعيداً عن المؤسسة البرلمانية والسياسية فلا يأتي لنا بنائب طبيب أو مهندس أو ضابط كان قبل السقوط ملازم أول كما هو سعدون الدليمي ويضعه بأخطر منصب والكل يعلم كيف كان أداء الدليمي هزيلا حين احتلت داعش ثلث العراق ناهيك عن المليارات الضائعة في بطون كبار الحيتان وصغار القروش .
ثانيا : على القائد العام أن يختار رجلا برتبة عالية ليضمن احترام ضباط المؤسسة العسكرية الكبار لهذا الرجل ، فلا ياتي بضابط مثل ناصر الغنام الذي تخرج بعد عام 1990 ونصف ضباط وزارة الدفاع حاليا هم أقدم من هذا الرجل .
ثالثا : أن يختار ضابط خريج أركان وهنا ( يجب أن ) يكون خريج كلية الأركان العراقية المشتركة قبل عام 2003 ، فالذي نسمعه أن كلية أركان ما بعد ( الغيرة ) أصبحت كلية لا قيمة لها ولا تمنح شهادة الماجستير بل شارة الركن وهذا واضح من خلال تخرج دورات لم تصل فترة الدراسة فيها إلى ستة شهور ونصف هذه المدة عطل رسمية، فالمعروف أن كلية الآركان تمنح شهادة الماجستير بالعلوم العسكرية وهذا يتطلب فترة دراسة لا تقل عن عامين وطالب لديه شهادة بكالوريوس بالعلوم العسكرية ، الجوية ، الأمنية ، البحرية .
رابعا : بما أن العراق يتعرض لهجمات إرهابية ( سابقا وحاليا ) ولنا معارك كبيرة مستقبلية ومنها معركة الموصل وجزء من الأنبار والحويجة والشرقاط وجبال حمرين فعلى القائد العام أن يختار ضابط بصنف قتالي ( قوات خاصة ، مشاة ، قوة جوية طيارمقاتل ، درع ) هذه الصنوف لها باع في القتال خصوصا عندما يكون الوزير قد اشترك سابقا في معارك قديمة وبعمر أكثر من خمسة وخمسين عاما لا أن يأتي لنا بضباط شاب ( متحفحف ) يعشق التصوير مع المذيعات والإعلامييات بحجة ( صورني وأني عالساتر ويه الكبد ) .
خامسا : الأبتعاد نهائيا عن فكرة توزير الوزارة لرجل مدني بحجة ( الوزير منصب سيادي ) وهذا ما سمعناه بأن هناك تنسيقات لكذا طبيب أو مهندس يروم استلام هذه الوزارة وهنا نتساءل لو كان هذا الطبيب فعلاً ناجح بمهنته الإنسانية لما جاء يتسكع في شوراع السياسة، فالطبيب بالذات يجب أن يكون إنسانيا ويعشق المهنة فلا وجود ( مطلقا ) لطبيب ناجح يترك المهنة ويتمسك بالسياسة وكل أطباء العراق من هؤلاء وهم (فاشلون بالمهنة) وما على المعترض على هذه الفقرة أن يتأكد من تاريخ هذا الطبيب أو تلك الطبيبة ليعرف دقة المعلومة، فالسياسة والطب على طرفي نقيض فالأولى مهنة مبتذلة والثانية إنسانية ناهيك عن أن أطباء ( السياسة ) لا يوجد فيهم من يحمل شهادة البورد وأكثرهم بلا تخصص أو في أحسن الأحوال دبلوم عال .
أتمنى أن تصل هذه السطور للسيد العبادي عسى أن يجد ضالته في كذا نص من النصوص أعلاه .
ـــــــــــــــــــ
خارج النص: السياسية كلعبة كرة القدم فيها مفاجآت ، ربما يعود العبيدي بعد تنسيق مع العبادي وبتلويحة قانوينة خارقة من لدن السيد مدحت المحمود ، هكذا هي السياسة فيها العجب العجاب فلا تستغربوا وتوقعوا كل شيء .




شكراً على التعلق