الخلاف الشيعي الشيعي



هل دخلنا (فعلاً) في الخلاف الشيعي ـ الشيعي
د.فواز الفواز
مباشرة بعد دخول داعش للعراق في منتصف عام 2014 وسيطرتها على ثلث مساحة العراق كما هو معروف وصلتُ لقناعة بأن أميركا عازمة على احداث خلاف (شيعي ـ شيعي) مهما كان السبب ، إذ كتب حينها بأن هناك في الأفق القريب خلاف شيعي شيعي في وقت كان الشيعة كلهم صوت واحد ويد واحدة، وأهل السنة خلافاتهم عميقة مابين الساسة فيما بينهم ( طماعا بالمناصب والسرقات ) وبين الساسة والجمهور السني بعد أن عرف الجمهور تفاهة ساستهم وهزلية الشعارات المطروقة، وأكبر دليل ارسال قائمة من 36 أسم للحصول على مناصب لـ 3 وزارات في مفارقة ربما ستستخدمها الدول المتقدمة في اضحاك متخلفي البلد من ( المنغوليين ) في ساعات الدروس الصباحية .
الكثير من القراء والأصدقاء قالوا كلام الفواز خارج حدود المنطق بشأن ( الخلاف الشيعي الشيعي ) في حين زاد من اصراري وتمسكي بهذه الفكرة بعد أن رأيت وسمعت الخلاف الشيعي الشيعي بخصوص شهداء سبايكر، وكيف تم زجهم القضية لكسب المعركة ( انتخابيا ) ما بين الفرقاء، وفعلا تحقق لي ما كنت اعتقده تماما وهو زيادة الهوة مابين الفرقاء الشيعة وظهور جبلها الثلجي على بحر الإعلام.
خلال هذا الشهر بدأ الخلاف يتوسع علنا بعد أن كان سرا، فشيعة العراق من الساسة حاولوا أن يظهروا تماسكا مذهبيا كما هم الإيرانيون أو الكورد قوميا، لكنهم فشلوا، والفشل هو ارتفاع صيحات الشعب، وهذا دليل أن الشعب العراقي واقصد شريحة (الشيعة) فاغلبهم ليس في طيات عقولهم رنة ( طائفية ) بل هي دخيلة جاءت مسلفنة من إيران ورقص على انغامها تجار الحروب من القادة لضمان ولاءً طويلاً ابديا ينتفخ ليلد لنا جنين مشوه مع قرب كل انتخابات وتفرغ ارحام الطائفيين مع انتهاء الانتخابات .
الخلاف بين اعضاء البرلمان في الأيام المنصرمة تُرجم للمتابع خلافا شيعيا عميقا ما بين أقوى الأطراف، وهذا الخلاف توسع ليصبح وفق نظرية الرابح والخاسر، من طبع البشر هو البحث عن بواطن القوة وادامة زخم القوة لضمان الربح المستمر، ومن طبع الخاسر الشحن الذاتي والبحث عن نقاط ضعف حتى لو كانت (خطط مدسوسة) للانتقام من الطرف الرابح، وهذا ما سيحصل بين فرقاء الشيعة في العراق، فالصدر ذهب لمنحى يحق لي ولغيري من المحللين أن يقول " إن الصدر ذهب مع جناح اميركا " في حين بقى التيار المتشدد الراديكالي بعيد عن مقتدى، وبنفس الوقت هناك اطراف من الشيعة تبحث عن مكان مرتفع تجلس على التل لترى من هو المنتصر ثم تهرول خلف المنتصر وتصرخ ( عاش القائد )
هذا الخلاف الذي ظهر اوجه يوم أمس في قاعة البرلمان وفي تهديد البرلمان بالاقتحام من قبل أتباع التيار الصدري وضع الطرف الآخر من (الشيعة) بأعتبار المعركة قد بدأت، الآن كل الفرقاء الشيعة سيذهبوا إلى البحث عن صديق كوردي وسني، الكورد من طبعهم الوقوف مع القوي حتى لو كان الشيطان نفسه، السنة الآن في مرحلة اعادة التنظيم بعد أن وصلتهم اشارات متنوعة ( اقلمية ودولية ) بدعم مفتوح، لكن مشكلة أهل السنة في العراق هو (غياب القائد) فالسنة في العالم الإسلامي بصورة عامة لا وجود لقائد يقودهم، بل كل واحد يقول "انا القائد" وهذا مرهون سلبا ( بالغرور ) وايجابا بـ ( ملكة القيادة) فلا يوجد سني إلا ما ندر يقبل يقوده رجل دين، بينما على العكس نجد عمالقة من المفكرين والتكنوقراط والمثقفين الشيعة يتوسلون برجل أمي وجاهل أن يقودهم فيما لو ضبط البكاء على معركة الطف بطريقة تراجيدية ناجحة .
الآن المعركة بدأت وسنرى مناوشات إعلامية وتهديد ضمني والكل هنا مسلح، فلا يوجد بيهم طرف كما هم (السنة) بلا سلاح، وهذا ما يزيد قرب بداية الشرارة التي تريدها أميركا وهنا ( اؤكد ) بأن أميركا تريد هذا الخلاف المسلح لتضعف اطراف ولاءها لغيرها تم تنقض على الهدف.
لم ينفع مع الفرقاء المختلفين من الشيعة تهديدات الرجل الإيراني وعصا الطلاق والناشز وبيت الطاعة بيده يلوح بها مهما كان هذا الزوج بارعا في قيادة النساء، الفكرة تجاوزت الخوف من إيران، ومايصعب الأمر هو ضعف التمويل والأموال التي كانت تجنيها هذه المجموعة أو تلك وهذا ما سيزيد من سرعة اشعال الخلاف علنا ( ومسلحا ) وانتظروا القريب المؤلم .
ـــــــــــــــــ
خارج النص: بعد أن شاهدنا جنود أميركا من العملاء، وجنود أيران من العملاء، وجدنا اختيار إيران كان لأغبى الناس من العملاء، وربح إيران فقط محصور ( كما تتوقع ) بإذكاء الطائفة بينما أميركا تدرس كل اسباب الخرق والاختراق لتضرب العدو المفترض .





شكراً على التعلق