د.فواز الفواز
قبل أن أسرد ما في عقلي وجعبتي علينا أن نعترف بأن كل الأعاجم (الموالي) سواء كانوا إيرانيين أو غيرهم يحترمون ويقدسون وطنهم وقوميتهم أكثر من حبهم واحترامهم للإسلام والعرب، نعم إنهم مسلمون لكن القومية لها شأن في عقولهم تتجاوز فكرة الولاء للمسلم العربي قبل الولاء لغير المسلم من قوميتهم.
السيد السيستاني ينتمي لقومية فارسية وهذا معروف وولاءه لفارس أكثر من ولاءه للعراق رغم أن العراق بمثابة بقرة حلوب نوع ( فريزيان ) له ولعائلته، ولكن يبقى الولاء (الصادق) لإيران واضح مما يصدر من الرجل من تصرفات رغم تعامله معنا وفقا بنظام التقية التي هي عمود المذهب .
نعود لمتن موضوعنا وهو العمل بنظام الولي الفقيه، فإيران دولة تعترف بأنها تعمل وفق نظام الولي الفقيه وهذا واضح من خلال كل تعاملاتها، فالمرشد أو الولي الفقيه هو مصطلح سياسي ظهر حديثا في الفقه الشيعي الأثنى عشري،إذ ينوب الولي الفقيه عن الإمام الغائب (المنتظر) في قيادة الأمة وإقامة حكم الله في الأرض، في العراق كما (يدعون) بأن السيد السيستاني هو الرجل الرافض لهذا المبدأ، وهنا علينا أن نضع علامات إستفهام (؟) كثيرة على هذا الكلام .
الرجل السيستاني هو القائد السياسي للبلد، والدليل كلما اختلف الفرقاء ذهبوا إليه ليضع لهم خط سير جديد، وهو من يتحكم بترشيح الوزير الفلاني أو الرجل الفلاني ويتدخل في كل صغيرة وكبيرة، فمن كان له علاقات مع براني السيد ربما يصبح وزير أو مدير عام أو أو أو، وهو من أسس وهذه جداً (مهمة) الحشد الشعبي الذي يعد من وجهة نظر كل المحللين نواة للحرس الثوري الإيراني ( حرس ثوري عراقي ) حتى لو اختلفت التسميات ما بين حرس ثوري وحشد شعبي، وهو من يأخذ الخمس، وهو من دعم علنا وسرا قوائم التحالف الشيعية (حصرا) من قائمة 555 إلى قائمة 169 وغيرها، وهنا نقول بهذا الدعم خرج السيد السيستاني من قائمة راعي العراقيين، فالعراق فيه قوميات ومذاهب واديان وهنا تشابه السيستاني مع خامئني، فالرجلان يعملان بنفس النظام وإن اختلفت التسميات، هذا يعني في العراق هناك ولي فقيه (صامت) وفي إيران ولي فقيه (ناطق) وهذا ما لا يريد أن يعترف به العراقيون المنتمون للمذهب الجعفري ماعدا كذا (فقاعة ) تتمنطق زورا وكذبا بأسم العداء لإيران وهم إيرانيوالروح واللسان وأقصد اتباع ( الدجال محمود عبد الرضا الخفاجي ) الملقب بالصرخي بعد سقوط النظام وهو كما يدعي أنه (صديق الحجة الغائب) .
أما إعلان مكتب الرجل بأن السيد السستاني لا يتدخل في السياسة مؤخرا فهي ايضا تدخل في جعبة (التقية) والسبب حين وجد تيارا شعبيا (شيعيا ثوريا منتفضا) ينتقد المرجعية لأنها من صفقت وروجت ووظفت لسانها لخدمة التحالف الذي فشل حتى في خدمة أبناء المذهب، فما كان من السيد السيستاني إلا أن يتبرأ (موقتا) من الساسة ليضمن تماسكا حوزويا شعبيا ويبرأ ذمته من فساد ساسة المذهب، لكن هذا لا يعني أنه بالفعل أبتعد عن السياسة وقريبا سيعود بحجة (الموقف يتطلب)، الرجل واجبه هو كواجب الولي الفقيه في إيران، لكن بطريقة سرية غير (علنية) وقد أبدع السيد السيستاني في التعامل مع كل الأمور بطريقة الصامت، لا نعلم السر في حبه للصمت في كل حيثية (ظاهرا) والبت (سرا) بكل حيثية حتى أنه حرم معاشرة الزوج للزوجة إن لم يغمس اصبعه بالحبر الأزرق الفارسي وينتخب شمعة ( 555 ) .
بعد هذا السرد المقتضب هل هناك من يقول لي إنك خاطىء يادكتور ؟ لا اظن لأني قدمت لكم تفاصيل عاشها هذا الشعب ولم أكتب كلمة خارج حدود الحق المرئي والملموس .
النقطة المهمة هنا... كلهم يعشقون وطنهم إلا أبناء بلدي يبيعون وطنهم ولا أعلم السر... هل في جيناتنا أم في فساد ماء دجلة والفرات .
عطر السطور يتمثل بالنص ادناه .
(السيستاني ولي فقيه صامت، وخامنئي ولي فقيه ناطق )
ـــــــــــــــــ
خارج النص: الحشد الشعبي أكثر قوة من القوات المسلحة تسليحا ودعما واسنادا وسلاحا وهذا يعني إننا ذاهبون إلى فكرة إنشاء حرس ثوري بنفس طريقة مليشيات حزب الله، لكن حسب ما نسمع هناك سعي حميم من قبل أميركا وغيرها من الدول لتفليش هذه الفكرة، ولكن بعد أن تتوغل اقدام إيران ومن معها أكثر عمقا بالمستنقع العراقي ( فلوجة ديالى ) وهذا ما سنلمسه قريبا .
شروط التعليق إظهار محول الاكواد إخفاء محول الاكواد إظهار التعبيرات إخفاء التعبيرات