اميركا تكشف المستور ..... تنسيق خفي ما بين خميني وأميركا منذ 50 عاما ! د

ميركا تكشف المستور ..... تنسيق خفي ما بين خميني وأميركا منذ 50 عاما !
د.فواز الفواز
هكذا هي أميركا، أميركا لا تعرف صديق دائم ولا عدو دائم، مصالحها وما تخطط له هو الصديق الدائم، من يقف بطريق مصالحها هو العدو الدائم حتى لو كان اميركيا، دولة ظهرت لنا قبل 500 عام جمعت كل مشوه اخلاقياً، ولص هارب، ومتسكع اوروبي، وقاتل شرير يبحث عن فرصة وحياة أفضل، هذا هو تاريخ أميركا وهو نفس التاريخ الذي أجبر اسماعيل الصفوي كل الإيرانيين وهم من (أهل السنة) الدخول عنوة بالتشيع الفارسي هربا من سطوة الإمبراطورية العثمانية ( السنية ) ثم أطلق المؤرخون والمحللون وأهل العلم عليهم بعدها مصطلح (التشيع الصفوي) تميزا عن التشيع العلوي الشريف .
وثائق ومستندات تابعة لدوائر استخبارية أميركية كشفتها لنا قناة (بي بي سي فارسي) لأول مرة عبر فيها "آية الله خميني" عن شكره للرئيس كيندي لدعمه إيران ، هذا الشكر والتناغم والتوافق كما تقول الوثائق كان عبر وسيط إيراني مقرب من آية الله وهو بمثابة ( ضابط أرتباط سري مابين خميني وأميركا) واسمه الدكتور الحاج ميرزا خليل جامرائي،إذ يعمل هذا الدكتور استاذا في كلية اللاهوت في جامعة طهران حينها ونقصد قبل 50 عاما.
أما مضمون الرسالة التي كشفتها الـ بي بي سي فارسي فهي تقول بأن "خميني" لا يعارض المصالح الأميركية في طهران، بل على العكس أعتبر "خميني" أن الوجود الأميركي والبريطاني في إيران ضرورة مهمة للمسلمين لأنها تعكس توازنا مهما ضد الغول الروسي الشيوعي الملحد، وهذه الرسالة كانت في عام 1965 أي بوجود الشاه، والشاه بنفس الوقت كان أيضا عميلا لأميركا المفضل، لكن وهنا المهم وهو أن الشاه لا يعلم بالعلاقة السرية مابين خميني وأميركا، هنا يتضح لنا بأن أميركا مستعدة للتعامل مع طرفي النزاع ما دامت تضمن مصالحها بالمنطقة لحين ساعة صفر (الإنقلاب) كما حصل في عام 1979 عندما نصبت خميني وهو نفس الوقت الذي استلم صدام حسين المنصب والانقلاب ضد الرئيس البكر، وهنا بامكاننا أن نذهب معاً لسوء النيات لنجد أن معركتنا في عام 1980 كانت ضمن مخطط أميركي ( إيراني عراقي ) وابطال هذا السيناريو هما "خميني وصدام حسين"، وفعلا استطاعت بهدوءها المعهود من دمار العراق وحان الوقت لتدمير إيران، وهذا ما سنوضحه في نهاية السطور.
نذهب للرسالة الثانية التي ارسلها "خميني" وهي قبيل هبوط طائرته في مطار طهران والقادمة من فرنسا وكانت هذه الرسالة بنفس عام تولي خميني دفة الحكم ( كمرشد أعلى ) أي بداية عام 1979 موجهة للرئيس الأميركي جيمي كارتر مضمونها
" أتعهد بعدم قطع النفط الإيراني عن الغرب وعدم تصدير الثورة الإسلامية إلى المنطقة مع ضمان إقامة علاقات ودية مع أميركا وستكون إيران حكومة سلام في الشرق الأوسط وبمساعدتكم "
أحدكم يتساءل: لماذا كشفت أميركا هذه المعلومات بعد خمسين عاما ؟ سنقول له بأن أميركا عندما تخطط لفكرة معينة تسعى قبل تنفيذ مخططها ارسال إشارات إعلامية تؤيد الفكرة وتجس النبض وتهيأ للقادم، القادم هنا سيكون ضرب نظام (العمائم في إيران) بعد أن ضمنت توقيعا وعريا لمفاصل الجسد الإيراني كاملا غير محمي حتى بورقة التوت ، ليس الضرب الذي أقصده عسكريا، بل أقصد بداية نهاية حكم الملالي في إيران مع ضمان تنسيق سري كما يقولون هنا في واشنطن (الغرف المظلمة) مع جناح روحاني ووزير الخارجية الإيراني ظريف الذي أخفى ومعه الرئيس بعض بنود الأتفاق النووي حتى على المرشد الأعلى لضمان نجاحهم .
ــــــــــــــــ
خارج النص: لو عدنا قليلا بالتاريخ للوراء فبعد ارتفاع نجم "صدام حسين" ونظامه في عام 1988 حين أبكى "خميني" ومن معه واعترفوا بالخسارة المرة بدأت أميركا بقص اجنحة نظام صدام لحين حان وقت اسقطاه بعام 2003 ، نفس الفكرة الآن تمارسها أميركا، فأميركا سمحت لإيران بالتغول والتوغل وها هي الآن متورطة في العراق وسوريا واليمن ولبنان والبحرين ولا تستطيع أن تترك التغول والتوغل، ولا تستطيع الانسحاب، وهذه هي سياسة أميركا حين تضع الفريسة بمنتصف الطريق فلا مجال للعودة ولا للتقدم والقناص الأميركي راعي البقر يضحك حين يتلاعب بمشاعر الضحية .


شكراً على التعلق