هل كان إختيار السيد الحكيم لرئاسة التحالف موفقاً ؟

هل كان إختيار السيد الحكيم لرئاسة التحالف موفقاً ؟
د.فواز الفواز
أختار التحالف الشيعي شخصية السيد الحكيم لرئاسة دورية كما ( يقولون ) لقيادة التحالف في وقت يعتبره المحللون أصعب وقت يمر على التحالف الذي اطلق عليه الكثيرون من الشيعة أنفسهم مفردة ( التخالف الشيعي ) نعم هكذا يظهر لنا نوع العلاقة مابين الكتل وبالذات الكبيرة من هذه التحالف.
إن اختيار السيد الحكيم سيعقد المشهد السياسي الشيعي وسيضر بالحكيم قبل غيره، فالرجل أعلن مراراً عن مشروع جديد هو مشروع ( الكتلة العابرة ) عازيا السبب لملل الشعب من الكتل الحزبية ، هنا سوف يصطدم مشروع العابرة مع مشروع قيادة التحالف، سيجد أتباع السيد الحكيم حججاً للأجابة على هذا التسائل بحجة الكتلة العابرة لاعلاقة لها بقيادة تحالف فنحن نتوافق مع الكل ونحن هنا يقصدون ( السيد الحكيم ) إذ للسيد علاقات وثيقة مع السنة والكورد ، نعم هكذا سيبررون الموضوع لكن هذا التبرير ليس إلا للحفاظ على ماء الوجه.
كيف اتحالف أنا المختلف مثلا مع المالكي في كتلة واحدة. كيف يتحالف الكورد مع الحكيم ومن ضمن تحالف الحكيم هناك شخص المالكي، ونفس الموضوع بالنسبة للسنة .
النقطة المهمة هنا هو أن السيد الصدر بحكم الخلافات السابقة والتي لها تاريخ طويل لعقود مابين بيت الحكيم والصدر سوف يزيد من حجم الهوة مابين كتلة الصدر وبين التحالف وهذا مالم يحسبه القائمون على تسمية السيد الحكيم، فالرجلان وأقصد الحكيم والصدر من نفس الفئة العمرية وهناك صراع بارد ومرات حار مابين اتباعهما فكيف يتم انقياد السيد الصدر للحكيم والمعروف عن الصدر بالعنيد وصاحب قاعدة جماهيرية واسعة.
النقطة الآخرى هي أن السيد الحكيم ليس له قوة المواجهة واقناع كلا من المالكي والصدر بما يريد حتى لو وضع ( بسمار المذهب معلقاً في كل حديث ) وبهذا سيفشل في قيادة التحالف لعدم قناعة الرجلين ( المالكي والصدر ) بانهم من التوابع وليس قادة .
ابراهيم الجعفري رغم اخطاءه كان الصدريون ينظرون له رجل كبير العمر وليس لهم معه خلاف ومن هذا الباب ربما ينصاعون له خجلا في أمور بسيطة ، لكن مع الحكيم يختلف الموضوع.
السيد الأديب ربما كان الأفضل في قيادة التحالف لأن الصدر ليس له خلاف مع الأديب وربما نفس نظرتهم للجعفري تتحول للأديب ، لكن الكل يعلم بالخلافات مابين المالكي والأديب حتى لو لم تظهر للعلن رغم علمنا أن السيد الأديب يعد من المتعصبين لرأيه فحسب ولا يقبل التوافق إلا عبر انصياع الثاني له وهذه نقطة مهمة في العلاقة مابين الصدريين ( الثوريون الشباب ) وبين المتشدد الأديب.
الموضوع أصبح أكثر تعقيدا وليس في كل مرة يجبر سليماني أعضاء التحالف على الانصياع، فالحقد مابين الأطراف وصل لمراحل لا يسمع الأبن كلام الأب في الانتقام من شقيقه حتى لو كان الشقيقان توأمان وهذا ماسنراه قريبا ... وقريبا جدا .
إذن نستشف من السطور أعلاه فشل هذا المشروع وما لضخ الدم والمغذي في جسم التحالف إلا لاطالة عمر هذا الكهل الذي هو قد مات سريريا من يوم صولة الشجعان .
ـــــــــــــــــــــ
خارج النص : أميركا عازمة على اشعال حروب بين الشيعة حتى تستطيع أن تتعامل مع الأقوى منهم مستقبلا مع قرب أقلمة العراق وما الزيادة في عدد الفصائل وتنوع الأسلحة المتوسطة والثقيلة إلا دليل لقرب ساعة الصفر .


شكراً على التعلق