ما بعد زيارة العبادي لترامب !!
د.فواز الفواز
يبدو أن زيارة العبادي لأميركا فيها الكثير
من التساؤلات والحيرة،هناك فريق يتمنى أن يعود العبادي ومعه عصا غليظة أميركية
لتأديب من يستحق التأديب، وهناك من ينتظر بفارغ الصبر (خوفاً) مما ستؤول اليه
الأمور وهؤلاء معسكر التشدد من كلا الجانبين (الراديكاليون)، ففكرة داعش والحرب
عليها أصبحت في محل تحصيل حاصل ووقت بسيط لإنهاء داعش من الموصل(فقط) مع وجود بعض
الدواعش هنا وهناك، ففي الأنبار وجودهم مرهون باستقرار سوريا وفي الحويجة لهم واجب
آخر بجبال حمرين أو على الأقل هذا الوجود سيكون بمثابة أعادة تنظيم لهم وبعدها
هنالك واجب في الشرق.
عادت أميركا إلى العراق رغماً عن انوفنا سواء
وافقنا أم لم نوافق فهي عائدة والعودة أزلية،عودة أميركا هذا المرة ليست كما دخلت،فهي
تختار من يعجبها ليصبح صديق ومستعدة للأنقلاب على الصديق وفقاً لمصالحها وهذا
ماسنشاهده ونراه قريبا،ونقصد هنا بـ (العدو والصديق) أطياف وقوميات ومذاهب الشعب
العراقي، فمن أعداء للسنة في عام 2003 واصدقاء للشيعة أصبح الأمر معكوسا أو سيصبح
معكوساً.
سيعود العبادي وفي جعبته الكثير ومن هذا
الكثير هو أبلاغ جماعة إيران بأن أميركا تخيركم مابين المواجهة أو الانسحاب من
عملكم العسكري، العبادي سيكون في هذه المرحلة من التفاوض سلسلاً معهم بحجة إني
مجرد رسول أبلغكم ما قالوا لي في البيت الأبيض، سوف يوضح لهم أن رفضهم يعني مزيداً
من الدمار للعراق ولهم، سوف ينوه لهم تلميحاً بأن الفكرة الأن هو استخدام قوات
خاصة أميركية لمعالجة أي هدف والمعالجة تكون خاطفة وسريعة جداً، سوف يخبرهم أن
أميركا أرسلت للعراق فرق اغتيالات وكل فريق يتكون من 6 رجال منهم عراقيون جاؤوا
معها وهم موجودون في القواعد الأميركية واجبهم تنفيذ واجبات اغيتال نوعية، سوف يخبرهم
أن أميركا مصممة هذه المرة على تحجيم إيران (سياسيا وحزبيا واقتصاديا وعسكريا) ،
سوف يخبرهم أيضا هنالك إجراءات سوف تقوم بها الإدارة الأميركية في حال عدم إلتزام
إيران ومنها إلغاء الأتفاقية النووية وإعادة الأمور لسابق عهدها، سوف يلوح لهم بأن
لأميركا شخوص تعمل سراً وبالخفاء قد اخترقت إيران من الداخل وحتى الحرس الثوري،
اخيراً سوف يخبرهم بالامكان إن رفضت إيران الانصياع لأميركا فهنالك الأحتمال الأخير
وهو ضرب أهداف منتخبة في العمق الإيراني وهذه الأهداف كفيلة بتدمير القوة
الإيرانية لسنوات، لكن النقطة المهمة في حديث العبادي هو إنه لم ولن يتطرق لفكرة
حكومة الطوارىء التي أتفق مع أميركا بشأنها، ولا بشأن إلغاء الانتخابات في حالة (وهنا
المهم) استمرت إيران بالتمادي ولن ترضخ لطلبات أميركا، نعم أميركا تفكر بما قلناه
في حالة لم تلتزم إيران بالنقاط التي ارسلتها أميركا بيد رجلها الأول في العراق (العبادي)
الذي هو الآن مجرد رسول ووسيط ينقل لإيران ماتريد أميركا خارج القنوات الدوبلماسية
.
أتوقع وهنا التوقع ربما يكون صحيحا: إن إيران
ستسخدم قوة المليشيات في العراق لمواجهة أميركا حتى تجبرها على التفاوض لا على
القوة، وهنا سوف نشهد صراعا مفتوحا لفترة في محافظات العراق، لكن المهم هو أن
أميركا تريد خلال هذه الشهور من الآن للشهر الرابع من العام القادم 2018 موعد
الانتخابات أن تحسم الأمور حسماً واضحاً، لا تفكر أميركا بإطالة الصراع في العراق
مع إيران حتى لا تدخل مرحلة الاستنزاف لذا سيكون ردها عنيف وسريع ولا يقبل
التساهل، نعم أميركا بطيئة بكل شي عندما تريد وسريعة عندما تريد.
سوف تستغل أميركا حتى لو تلويحاً مسرباً سرياً
الخلاف مابين الاصلاحيين والمتشدين في معركة الانتخابات الإيرانية، سوف تلوح سراً
بطريقة مسربة مقصودة بأن أميركا قد هيأت مجاهدي خلق لإستلام الحكم في إيران مع
تلويح جداً مهم وهو ( إن لها ضمن معسكر الأصلاحيين جواسيس مهمين) وهنا لضمان
التناحر أو لزيادة الشك فيما بين القيادات الإيرانية وهذه الطريقة تستخدمها في كل
مكان .
شروط التعليق إظهار محول الاكواد إخفاء محول الاكواد إظهار التعبيرات إخفاء التعبيرات